أن تُرتكب المخالفة من خلف ستار الرقيب، فذاك أمر سائد، بيد أن العاملين في محال الاتصالات في شارع المرسلات (وسط الرياض)، فضّلوا تطبيق النظرية الشعبية «قرّب من الشر تأمن» والتي آتت ثمارها طالما أنها تحميهم من «سيف النظام»، فتلك المحال تبيع «أرقاماً مجهولة» وببساطة تامة.
بمجرد الدخول إلى المحل، ستجد أمامك العديد من الأجهزة المحظورة والشرائح ذات الأرقام المميزة «من دون اسم» أو «هويّة»، على رغم أنها لا تبتعد سوى بضعة أمتار عن البوابة الرئيسية لـ«وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات»، وعلى رغم صدور قرار منع بيع شرائح الاتصال مجهولة الهوية، أو تداولها بطرق غير نظامية من زميلتها «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات»، غير أن العاملين هناك يقعون في مخالفات عدة صريحة للأنظمة واللوائح، وينعمون في الوقت نفسه بأمن ودفء من لهيب الغرامات والعقوبات.
تحتل محال الاتصالات كيلومترين تقريباً من شارع «المرسلات»، يحدها من الأمام مبنى وزارة الاتصالات بطوابقها المتعددة، وتنتهي بمبنى وزارة العمل الزجاجي، بمعنى أن الشارع محاصر تماماً بجهتين حكوميتين، غير أن الجهة الأخيرة هي أيضاً تتعرض لمخالفات علنية لبعض مبادئها الأساسية (توطين الوظائف ومحاربة العمالة المخالفة للنظام)، على رغم التصاقها الجغرافي الشديد بتلك المحال، إذ ان زيارة واحدة لذلك الشارع تكشف عن وجود كم هائل من العمالة النظامية، التي تخالف مبدأ «توطين الوظائف»، وقليل من العمالة المخالفة التي تناهض سياسة «درء المخالفين».
إنه شارع غريب بتناقضاته، فعلى رغم مخالفاته ومجاورته لجهات حكومية ذات علاقة، إلا أنه يُعد أشهر شارع في العاصمة (الرياض) لبيع أرقام وأجهزة الجوال الجديدة والمستعملة وإكسسواراتها، (يزيد عدد المحال على 200 محل)، وقرب عين الرقيب الغائب الحاضر، إذ إن العديد من تلك المحال تقوم بوضع الأرقام المجهولة على أرفف المحل بشكل معلن وبأسعار زهيدة، والتي لطالما تم التحذير من أبعادها الأمنية والاجتماعية، وما يترتب عليها من تداعيات تضر بالمصلحة العامة، في مجاهرة علنية للنظام، بينما تجد مخالفين لأنظمة الإقامة في ذلك الشارع يتبادلون الابتسامات مع بعضهم البعض، والصفقات المشبوهة مع زبائنهم من الأعمار والجنسيات كافة.
الشبان السعوديون في هذه السوق يعدون على الأصابع، بل إن البحث عنهم كالبحث عن إبرة في كومة من القش، غير أن أحدهم يدعى عبدالله الحارثي (26 عاماً) اشتكى في حديث لـ«الحياة» من سيطرة الأجانب على محال الاتصالات، بينما العشرات من الشبان السعوديين يتمنون العمل فيها، مؤكداً أن العديد من العمالة الموجودة مخالفة للنظام، خصوصاً أن بعضهم يقوم بتأجير كبائن بيع وأكشاك، من دون النظر إلى شرعية عملهم أو حتى وجودهم في البلد.
الأكاديمي والإعلامي المخضرم الدكتور بدر كريم يسكن في المنطقة المحاذية للشارع منذ عام 1406هـ، موضحاً أنه منذ أن سكنه كان الشارع يضم، عدداً محدوداً من محال للاتصالات، غير أنه بات الآن مصدر إزعاج وقلق لقاطنيه، وأبان أن الشارع حمل اسم «المرسلات»، في عام 1385هـ، نظراً لوجود الإذاعة السعودية، كما كان يسمى بشارع «المغرزات»، بسبب تغريز السيارات في التراب، إذ كان الشارع في السابق بعيداً عن تجمع أهالي الرياض وأشبه بالصحراء، وإطارات السيارات تعلق في ترابه لأكثر من أربع مرات أثناء الذهاب للعمل في الإذاعة، وطالب كريم بنقل المحال إلى منطقة أخرى، خصوصاً بعد أن أصبحت منطقة الشارع منطقة داخلية وفي قلب الرياض، وفي ظل وجود المحال والعمالة بذلك الشكل الكثيف، الذي يضايق أسر الحي وربما يشكّل عليها خطراً في المستقبل.
ويصاب زائرو تلك المحال بالدهشة والغرابة، حين يشاهدون دفاتر الأرقام المجهولة بأيدي عمالة من جنسيات مختلفة تتنقل بها بين المحال، فيما يشير العديد من العاملين في تلك السوق تحدثوا لـ«الحياة» إلى أن اشخاصاً يأتون في الأسبوع ثلاث مرات يقومون ببيع الأرقام المجهولة، ويتجولون في المحال من دون خوف من أي رقيب، موضحاً أن العمال باتوا ينفذون تكتيكاً للهروب من أية زيارة رقابية لأية جهة كانت، خصوصاً أن تلك الجهات الرقابية لا تأتي إلا بأعداد قليلة وزيارات متباعدة، فحين يزورون أول محل في بداية الشارع، تنطلق التحذيرات عبر الجوالات في الشارع، لتحذير المحال الأخرى من أن جهة رقابية حلت في المكان.
بمجرد الدخول إلى المحل، ستجد أمامك العديد من الأجهزة المحظورة والشرائح ذات الأرقام المميزة «من دون اسم» أو «هويّة»، على رغم أنها لا تبتعد سوى بضعة أمتار عن البوابة الرئيسية لـ«وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات»، وعلى رغم صدور قرار منع بيع شرائح الاتصال مجهولة الهوية، أو تداولها بطرق غير نظامية من زميلتها «هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات»، غير أن العاملين هناك يقعون في مخالفات عدة صريحة للأنظمة واللوائح، وينعمون في الوقت نفسه بأمن ودفء من لهيب الغرامات والعقوبات.
تحتل محال الاتصالات كيلومترين تقريباً من شارع «المرسلات»، يحدها من الأمام مبنى وزارة الاتصالات بطوابقها المتعددة، وتنتهي بمبنى وزارة العمل الزجاجي، بمعنى أن الشارع محاصر تماماً بجهتين حكوميتين، غير أن الجهة الأخيرة هي أيضاً تتعرض لمخالفات علنية لبعض مبادئها الأساسية (توطين الوظائف ومحاربة العمالة المخالفة للنظام)، على رغم التصاقها الجغرافي الشديد بتلك المحال، إذ ان زيارة واحدة لذلك الشارع تكشف عن وجود كم هائل من العمالة النظامية، التي تخالف مبدأ «توطين الوظائف»، وقليل من العمالة المخالفة التي تناهض سياسة «درء المخالفين».
إنه شارع غريب بتناقضاته، فعلى رغم مخالفاته ومجاورته لجهات حكومية ذات علاقة، إلا أنه يُعد أشهر شارع في العاصمة (الرياض) لبيع أرقام وأجهزة الجوال الجديدة والمستعملة وإكسسواراتها، (يزيد عدد المحال على 200 محل)، وقرب عين الرقيب الغائب الحاضر، إذ إن العديد من تلك المحال تقوم بوضع الأرقام المجهولة على أرفف المحل بشكل معلن وبأسعار زهيدة، والتي لطالما تم التحذير من أبعادها الأمنية والاجتماعية، وما يترتب عليها من تداعيات تضر بالمصلحة العامة، في مجاهرة علنية للنظام، بينما تجد مخالفين لأنظمة الإقامة في ذلك الشارع يتبادلون الابتسامات مع بعضهم البعض، والصفقات المشبوهة مع زبائنهم من الأعمار والجنسيات كافة.
الشبان السعوديون في هذه السوق يعدون على الأصابع، بل إن البحث عنهم كالبحث عن إبرة في كومة من القش، غير أن أحدهم يدعى عبدالله الحارثي (26 عاماً) اشتكى في حديث لـ«الحياة» من سيطرة الأجانب على محال الاتصالات، بينما العشرات من الشبان السعوديين يتمنون العمل فيها، مؤكداً أن العديد من العمالة الموجودة مخالفة للنظام، خصوصاً أن بعضهم يقوم بتأجير كبائن بيع وأكشاك، من دون النظر إلى شرعية عملهم أو حتى وجودهم في البلد.
الأكاديمي والإعلامي المخضرم الدكتور بدر كريم يسكن في المنطقة المحاذية للشارع منذ عام 1406هـ، موضحاً أنه منذ أن سكنه كان الشارع يضم، عدداً محدوداً من محال للاتصالات، غير أنه بات الآن مصدر إزعاج وقلق لقاطنيه، وأبان أن الشارع حمل اسم «المرسلات»، في عام 1385هـ، نظراً لوجود الإذاعة السعودية، كما كان يسمى بشارع «المغرزات»، بسبب تغريز السيارات في التراب، إذ كان الشارع في السابق بعيداً عن تجمع أهالي الرياض وأشبه بالصحراء، وإطارات السيارات تعلق في ترابه لأكثر من أربع مرات أثناء الذهاب للعمل في الإذاعة، وطالب كريم بنقل المحال إلى منطقة أخرى، خصوصاً بعد أن أصبحت منطقة الشارع منطقة داخلية وفي قلب الرياض، وفي ظل وجود المحال والعمالة بذلك الشكل الكثيف، الذي يضايق أسر الحي وربما يشكّل عليها خطراً في المستقبل.
ويصاب زائرو تلك المحال بالدهشة والغرابة، حين يشاهدون دفاتر الأرقام المجهولة بأيدي عمالة من جنسيات مختلفة تتنقل بها بين المحال، فيما يشير العديد من العاملين في تلك السوق تحدثوا لـ«الحياة» إلى أن اشخاصاً يأتون في الأسبوع ثلاث مرات يقومون ببيع الأرقام المجهولة، ويتجولون في المحال من دون خوف من أي رقيب، موضحاً أن العمال باتوا ينفذون تكتيكاً للهروب من أية زيارة رقابية لأية جهة كانت، خصوصاً أن تلك الجهات الرقابية لا تأتي إلا بأعداد قليلة وزيارات متباعدة، فحين يزورون أول محل في بداية الشارع، تنطلق التحذيرات عبر الجوالات في الشارع، لتحذير المحال الأخرى من أن جهة رقابية حلت في المكان.