عالم الإحتراف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عزيزي الزائر ...

نرحب بك في منتديات عالم الإحتراف ...

نتمنى أن تقضي معنا وقتاً ممتعا ...

إدارة المنتديات ....

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

عالم الإحتراف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عزيزي الزائر ...

نرحب بك في منتديات عالم الإحتراف ...

نتمنى أن تقضي معنا وقتاً ممتعا ...

إدارة المنتديات ....

عالم الإحتراف

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى إسلامي رياضي ثقافي كل شيء ..!!!!!!


    تفسير سورة النور { 5 }

    avatar
    الــزعــيــم
    عضو متميز ومبدع
    عضو متميز ومبدع


    عدد المساهمات : 70
    نقاط : 80763
    تاريخ التسجيل : 19/10/2009

    تفسير سورة النور { 5 } Empty تفسير سورة النور { 5 }

    مُساهمة من طرف الــزعــيــم الخميس أكتوبر 22, 2009 1:08 pm

    ثم قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَا
    تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ‏}‏ أي‏:‏ إماءكم ‏{‏عَلَى الْبِغَاءِ‏}‏ أي‏:‏ أن تكون
    زانية ‏{‏إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا‏}‏ لأنه لا يتصور إكراهها إلا بهذه الحال، وأما
    إذا لم ترد تحصنا فإنها تكون بغيا، يجب على سيدها منعها من ذلك، وإنما هذا نهى لما
    كانوا يستعملونه في الجاهلية، من كون السيد يجبر أمته على البغاء، ليأخذ منها أجرة
    ذلك، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ فلا يليق بكم
    أن تكون إماؤكم خيرا منكم، وأعف عن الزنا، وأنتم تفعلون بهن ذلك، لأجل عرض الحياة،
    متاع قليل يعرض ثم يزول‏.‏
    فكسبكم النزاهة، والنظافة، والمروءة ـبقطع النظر عن
    ثواب الآخرة وعقابهاـ أفضل من كسبكم العرض القليل، الذي يكسبكم الرذالة والخسة‏.‏

    ثم دعا من جرى منه الإكراه إلى التوبة، فقال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يُكْرِههُّنَّ
    فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ‏}‏ فليتب إلى الله،
    وليقلع عما صدر منه مما يغضبه، فإذا فعل ذلك، غفر الله ذنوبه، ورحمه كما رحم نفسه
    بفكاكها من العذاب، وكما رحم أمته بعدم إكراهها على ما يضرها‏.‏
    ‏[‏34‏]‏
    ‏{‏وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ
    خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ‏}‏
    هذا تعظيم وتفخيم لهذه
    الآيات، التي تلاها على عباده، ليعرفوا قدرها، ويقوموا بحقها فقال‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ
    أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ‏}‏ أي‏:‏ واضحات الدلالة، على كل أمر
    تحتاجون إليه، من الأصول والفروع، بحيث لا يبقى فيها إشكال ولا شبهة، ‏{‏و‏}‏
    أنزلنا إليكم أيضا ‏{‏مثلا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ‏}‏ من أخبار
    الأولين، الصالح منهم والطالح، وصفة أعمالهم، وما جرى لهم وجرى عليهم تعتبرونه
    مثالا ومعتبرا، لمن فعل مثل أفعالهم أن يجازى مثل ما جوزوا‏.‏
    ‏{‏وَمَوْعِظَةً
    لِلْمُتَّقِينَ‏}‏ أي‏:‏ وأنزلنا إليكم موعظة للمتقين، من الوعد والوعيد، والترغيب
    والترهيب، يتعظ بها المتقون، فينكفون عما يكره الله إلى ما يحبه الله‏.‏

    ‏[‏35‏]‏ ‏{‏اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ
    كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا
    كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ
    وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ
    عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ
    الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏
    ‏{‏اللَّهُ نُورُ
    السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}‏ الحسي والمعنوي، وذلك أنه تعالى بذاته نور، وحجابه
    ـالذي لولا لطفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقهـ نور، وبه استنار
    العرش، والكرسي، والشمس، والقمر، والنور، وبه استنارت الجنة‏.‏ وكذلك النور المعنوي
    يرجع إلى الله، فكتابه نور، وشرعه نور، والإيمان والمعرفة في قلوب رسله وعباده
    المؤمنين نور‏.‏ فلولا نوره تعالى، لتراكمت الظلمات، ولهذا‏:‏ كل محل، يفقد نوره
    فثم الظلمة والحصر، ‏{‏مَثَلُ نُورِهِ‏}‏ الذي يهدي إليه، وهو نور الإيمان والقرآن
    في قلوب المؤمنين، ‏{‏كَمِشْكَاةٍ‏}‏ أي‏:‏ كوة ‏{‏فِيهَا مِصْبَاحٌ‏}‏ لأن الكوة
    تجمع نور المصباح بحيث لا يتفرق ذلك ‏{‏الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ‏}‏
    من صفائها وبهائها ‏{‏كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ‏}‏ أي‏:‏ مضيء إضاءة الدر‏.‏
    ‏{‏يُوقَدُ‏}‏ ذلك المصباح، الذي في تلك الزجاجة الدرية ‏{‏مِنْ شَجَرَةٍ
    مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ‏}‏ أي‏:‏ يوقد من زيت الزيتون الذي ناره من أنور ما يكون،
    ‏{‏لَا شَرْقِيَّةٍ‏}‏ فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ‏{‏وَلَا غَرْبِيَّةٍ‏}‏
    فقط، فلا تصيبها الشمس ‏[‏أول‏}‏ النهار، وإذا انتفى عنها الأمران، كانت متوسطة من
    الأرض، كزيتون الشام، تصيبها الشمس أول النهار وآخره، فتحسن وتطيب، ويكون أصفى
    لزيتها، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏يَكَادُ زَيْتُهَا‏}‏ من صفائه ‏{‏يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ
    تَمْسَسْهُ نَارٌ‏}‏ فإذا مسته النار، أضاء إضاءة بليغة ‏{‏نُورٌ عَلَى نُورٍ‏}‏
    أي‏:‏ نور النار، ونور الزيت‏.‏
    ووجه هذا المثل الذي ضربه الله، وتطبيقه على
    حالة المؤمن، ونور الله في قلبه، أن فطرته التي فطر عليها، بمنزلة الزيت الصافي،
    ففطرته صافية، مستعدة للتعاليم الإلهية، والعمل المشروع، فإذا وصل إليه العلم
    والإيمان، اشتعل ذلك النور في قلبه، بمنزلة اشتعال النار في فتيلة ذلك المصباح، وهو
    صافي القلب من سوء القصد، وسوء الفهم عن الله، إذا وصل إليه الإيمان، أضاء إضاءة
    عظيمة، لصفائه من الكدورات، وذلك بمنزلة صفاء الزجاجة الدرية، فيجتمع له نور
    الفطرة، ونور الإيمان، ونور العلم، وصفاء المعرفة، نور على نوره‏.‏
    ولما كان
    هذا من نور الله تعالى، وليس كل أحد يصلح له ذلك، قال‏:‏ ‏{‏يَهْدِي اللَّهُ
    لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ‏}‏ ممن يعلم زكاءه وطهارته، وأنه يزكي معه وينمو‏.‏
    ‏{‏وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ‏}‏ ليعقلوا عنه ويفهموا، لطفا منه
    بهم، وإحسانا إليهم، وليتضح الحق من الباطل، فإن الأمثال تقرب المعاني المعقولة من
    المحسوسة، فيعلمها العباد علما واضحا، ‏{‏وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏}‏
    فعلمه محيط بجميع الأشياء، فلتعلموا أن ضربه الأمثال، ضرب من يعلم حقائق الأشياء
    وتفاصيلها، وأنها مصلحة للعباد، فليكن اشتغالكم بتدبرها وتعقلها، لا بالاعتراض
    عليها، ولا بمعارضتها، فإنه يعلم وأنتم لا تعلمون‏.‏
    ولما كان نور الإيمان
    والقرآن أكثر وقوع أسبابه في المساجد، ذكرها منوها بها فقال‏:‏
    ‏[‏36 ـ 38‏]‏
    ‏{‏فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ
    لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ *رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا
    بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ
    يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ
    أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ
    يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏}‏
    أي‏:‏ يتعبد لله ‏{‏فِي بُيُوتٍ‏}‏ عظيمة فاضلة،
    هي أحب البقاع إليه، وهي المساجد‏.‏ ‏{‏أَذِنَ اللَّهُ‏}‏ أي‏:‏ أمر ووصى ‏{‏أَنْ
    تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ‏}‏ هذان مجموع أحكام المساجد، فيدخل في رفعها،
    بناؤها، وكنسها، وتنظيفها من النجاسة والأذى، وصونها من المجانين والصبيان الذين لا
    يتحرزون عن النجاسة، وعن الكافر، وأن تصان عن اللغو فيها، ورفع الأصوات بغير ذكر
    الله‏.‏
    ‏{‏وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ‏}‏ يدخل في ذلك الصلاة كلها، فرضها،
    ونفلها، وقراءة القرآن، والتسبيح، والتهليل، وغيره من أنواع الذكر، وتعلم العلم
    وتعليمه، والمذاكرة فيها، والاعتكاف، وغير ذلك من العبادات التي تفعل في المساجد،
    ولهذا كانت عمارة المساجد على قسمين‏:‏ عمارة بنيان، وصيانة لها، وعمارة بذكر اسم
    الله، من الصلاة وغيرها، وهذا أشرف القسمين، ولهذا شرعت الصلوات الخمس والجمعة في
    المساجد، وجوبا عند أكثر العلماء، أو استحبابا عند آخرين‏.‏ ثم مدح تعالى عمارها
    بالعبادة فقال‏:‏ ‏{‏يُسَبِّحُ لَهُ‏}‏ إخلاصا ‏{‏بِالْغُدُوِّ‏}‏ أول النهار
    ‏{‏وَالْآصَالِ‏}‏ آخره ‏{‏رِجَالٌ‏}‏ خص هذين الوقتين لشرفهما ولتيسر السير فيهما
    إلى الله وسهولته‏.‏ ويدخل في ذلك، التسبيح في الصلاة وغيرها، ولهذا شرعت أذكار
    الصباح والمساء وأورادهما عند الصباح والمساء‏.‏ أي‏:‏ يسبح فيها الله، رجال،
    وأي‏:‏ رجال، ليسوا ممن يؤثر على ربه دنيا، ذات لذات، ولا تجارة ومكاسب، مشغلة عنه،
    ‏{‏لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ‏}‏ وهذا يشمل كل تكسب يقصد به العوض، فيكون قوله‏:‏
    ‏{‏وَلَا بَيْعٌ‏}‏ من باب عطف الخاص على العام، لكثرة الاشتغال بالبيع على غيره،
    فهؤلاء الرجال، وإن اتجروا، وباعوا، واشتروا، فإن ذلك، لا محذور فيه‏.‏ لكنه لا
    تلهيهم تلك، بأن يقدموها ويؤثروها على ‏{‏ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ
    وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ‏}‏ بل جعلوا طاعة الله وعبادته غاية مرادهم، ونهاية مقصدهم،
    فما حال بينهم وبينها رفضوه‏.‏

    ولما كان ترك الدنيا شديدا على أكثر النفوس،
    وحب المكاسب بأنواع التجارات محبوبا لها، ويشق عليها تركه في الغالب، وتتكلف من
    تقديم حق الله على ذلك، ذكر ما يدعوها إلى ذلك ـ ترغيبا وترهيبا ـ فقال‏:‏
    ‏{‏يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ‏}‏ من شدة هوله
    وإزعاجه للقلوب والأبدان، فلذلك خافوا ذلك اليوم، فسهل عليهم العمل، وترك ما يشغل
    عنه، ‏{‏لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا‏}‏ والمراد بأحسن ما
    عملوا‏:‏ أعمالهم الحسنة الصالحة، لأنها أحسن ما عملوا، لأنهم يعملون المباحات
    وغيرها، فالثواب لا يكون إلا على العمل الحسن، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لِيُكَفِّرَ
    اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ
    ما كَانُوا يَعْمَلُونَ‏}‏ ‏{‏وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ‏}‏ زيادة كثيرة عن
    الجزاء المقابل لأعمالهم، ‏{‏وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ‏}‏
    بل يعطيه من الأجر ما لا يبلغه عمله، بل ولا تبلغه أمنيته، ويعطيه من الأجر بلا عد
    ولا كيل، وهذا كناية عن كثرته جدا‏.‏


    تفسير السعدي (تيسير الكريم
    المنان في تفسير كلام الرحمن)


    لا اله الا
    الله

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 17, 2024 5:07 am